إسماعيل السيد
لم أكن قادرًا على كرهه
يده التي صفعتني لأجل الصلاة
لأجل الإستيقاظ باكراً
ولأنني وضعت رسالتي الأولى في كف جارتي
ورحت أُعانق الوسادة
وأفكر
في نعمومة يدها التي ضمت أولى قصائدي
لم أكن قادر على كرهه
لأنها ذات اليد التي خشنتها قطع الحديد، وشظايا الأخشاب
ذات اليد التي أمتدت لتصفعني
ارتفعت لتطلب من الله لي بعض المغفرة
ولم أكن قادر
على كره جاري الذي يرفع صوت تلفازه عالياً
جاري الذي
ومنذ الرسالة، يرمقني باللطم وتخونه شقاوتي
جاري الذي قتل قطتي انتقاماً لاني لمست كف أخته
جاري الذي سرق كراستي ومزقها لأنه وجد القلب مرسوماً يطوقه سهم يتجه نحو حرف اخته
جاري الذي طبخ معي الشغب، وتسلق الظهيرة، واكتشاف النساء
ظل ينقب في جسدي عن أخته
التي لم تكن سوى حرف يشاغبه سهم على الورق
ودموع بللت رسالتي الأولى
التي أوصلتني الصفعة
لم أكن قادر على كرهه أبداً
الفتاة التي اوقفتها ومضت
وحين عدت الى الخلف لم أجد الطريق
بقيت عالق
قرب باب المسجد الكبير
بجانب متسول
أبحث عن امرأة أخرى تأتي بالطريق
لم أكن قادر على كرهها
فقد علمتني أن أخرج، وفي المحفظة زقاق صغير احتياطي
يكفي لأعود
أو أقلها
لكي لا أقف
لم أكن قادر على كرهها
الفتاة التي جلست القرفصاء على السرير
كانت تُطعمني بيديها اللحم
وتسقيني النبيذ
تطعمني من لحمي
تسقيني دمي
ولم اكن أشعر سوى بملمس أصابعها على فمي
لم أكتشف ذلك سوى وأنا أحاول معانقتها
لم أستطيع كرهها
لأنها أطعمتني مني اللحم
وأطعمتني منها اللذة
ما كنت لاكون لذيذاً وشهياً هكذا لولا أصابعها التي مذقتني، ثم امتدت إليّ بكل حب
لم أكن قادر على كرهها
تلك البلاد التي مزقتني بنصلها
لم تكن تقصد
كانت تعد عشاء الصغار
كانت أم
ترى في كل من عبرها كبش
لم أكن قادر على كرهها
لم اكن قادر على كره احد
وهذا ما كرهته في نفسي.