بقلم – جلال الدين محمد
العاشر من مايو هو ذكرى زواجي، مرت ثلاث سنوات منذ أن تزوجت أجمل فتاة رأيتها في حياتي. أحبها وتحبني، ولكن هذا لا يمنع أنه غير مسموح لي بنسيان التواريخ المميزة. يوم ميلادها، ذكرى الخطبة، متى ارتدت الحجاب أول مرة، وبالطبع ذكرى زواجنا.
كنت مُستعدًا جيدًا بالطبع، وحالفني الحظ أيضًا، فقد صادفت ذكرى زواجنا يوم عطلة. الخطة من المفترض أن تسير كالتالي، امنحها هديتي واحصل على هديتها، نتناول الفطور سويًا، ونذهب للتنزه، وفي المساء اصطحبها إلى السينما، ويكون العشاء في مطعمنا المفضل ثم نعود بسلام.
على الأقل جزء مما سبق سار على نحو جيد، أعني الفطور والهدايا، ماذا حدث بعد ذلك؟ “الدرملي فقري تملي”، سأُفسر كل شيء فقط تابع القراءة.
بينما كنا نسير في الحديقة، رأي أحد الصغار أن المكان ضيق بعض الشيء، رغم أن المساحة كانت ثلاثة أفدنة على الأقل من الخضرة، إلا أن اختياره وقع على فستان زوجتي ليتقيء عليه، اعتذار الأم وتبريرها أن الفتى الشقي مريض بعض الشيء لم يساعد، فلم أسمع سوى صفير في أذني.
بالتأكيد لأني عنيد، وأرفض سياسة الأمر الواقع، اخذت الفتاة إلى السوق لشراء فستان جديد، كان رائعًا عليها بحق، أو لا ما هذا اللون الغريب؟ على أي حال أقنعتها أن نُتابع اليوم، وانطلقنا إلى السينما.
الفيلم الذي من المفترض أن نراه كان مُشتعلًا، لا أعنى أن أحداثه كانت أكثر من رائعة، بل أعني أن القاعة اشتغلت فيها النيران قبل بدء العرض بعشر دقائق، يبدو أن الماس الكهربائي لا يُحب سينما “هوليوود”.
حسنًا، لا بأس بشراء بعض المقرمشات، وتحميل فيلم على جهاز اللاب توب، ومشاهدته سويّا في منزلنا، هكذا بدأ الأمر، حتى جاء هذا الأحمق بسيارة والده ليغمرنا بالماء المسكوب في الشارع.
البقية كانت حجرًا كبيرًا أسقطه على الزجاج الخلفي للسيارة، مع بعض اللكمات للمراهق، ثم تجمع الشارع عن بكرة أبيه لحل الخلاف.
جررت قدمي أنا وزوجتي إلى منزلنا، وبعد فترة من الصمت، فتحت التلفاز. وكأن “روتانا سينما” كانت تسخر مني بطريقة أو بأخرى، فالفيلم المعروض كان “الدرملي فقري تملي”، لأنفجر وزوجتي في موجة من الضحك، نسيت معها سوء اليوم كله، الذي تحول بطريقة ما لذكرى بيننا، فعلى الأقل كنا معًا.