مقالات

تصعيد خطير داخل إيران وتحضيرات لضربة كبرى قد تشعل المنطقة

✍️ يوحنا عزمي

تشهد إيران في الوقت الحالي تحركات عسكرية ضخمة ، توصف بأنها “الأضخم منذ الحرب العراقية الإيرانية”، وسط تقارير متواترة تفيد بأن طهران تُعد العدة لحرب شاملة ، قد تبدأ بضربة استباقية على إسرائيل ، وربما تتوسع لتشمل أهدافاً أمريكية في المنطقة.

استعدادات غير مسبوقة وصواريخ بوزن 25 طناً

بحسب تقرير نشرته صحيفة “الجريدة” الكويتية، فإن الجيش الإيراني والحرس الثوري ينفذان تعبئة عسكرية مكثفة تشمل تجهيز صواريخ باليستية عملاقة، يصل وزن الواحد منها إلى 25 طناً من المتفجرات ، وهي كمية كفيلة بمحو مدينة أو قاعدة عسكرية من الوجود بضربة واحدة.

الهدف من هذه الصواريخ ليس الردع فقط ، بل توجيه ضربة أولى كاسحة تعطل قدرة إسرائيل على الرد. ووفقاً للمصدر ، فإن الخطة تشمل أيضاً استهداف قواعد عسكرية أمريكية في العراق وأذربيجان وقبرص ، إذا اندلعت الحرب.

قيادة جديدة ونهج أكثر تشدداً

رئيس الأركان الإيراني الجديد ، اللواء عبد الرحيم موسوي، يتبنى سياسة هجومية أكثر حدة مقارنة بسلفه اللواء محمد باقري الذي اغتيل في ظروف غامضة يُعتقد أنها كانت بعملية إسرائيلية. موسوي يرى أن الحل الوحيد لحماية الأمن القومي الإيراني هو استخدام القوة الكاملة منذ اللحظة الأولى ، دون الاكتفاء بالردود الرمزية أو الدبلوماسية.

التقرير يشير إلى أن موسوي يعتبر الخسائر التي تعرضت لها إيران خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل كانت نتيجة مباشرة لما وصفه بـ”الدبلوماسية الساذجة” التي مارستها الحكومة.

تجاهل للقيادة السياسية وتحكم العسكريين في المشهد

في سابقة نادرة ، تؤكد التقارير أن القيادة العسكرية الإيرانية باتت تتصرف بشكل شبه مستقل ، دون الرجوع إلى قرارات الحكومة أو الرئيس الإيراني ، الذي لا يزال متمسكاً بخيار الحوار.

القادة العسكريون ، من جهتهم ، يتعاملون مع الوضع كحرب وجودية ، إما ينتصرون فيها أو يشعلون المنطقة بأكملها.

إيران تطور صاروخًا جديدًا برأس كهرومغناطيسي

من أبرز التطورات الخطيرة ، ما كشفته تقارير عن تطوير إيران لصاروخ جديد يُدعى “Rastakhiz”، قادر على حمل رؤوس حربية كهرومغناطيسية (EMP). هذه الرؤوس يمكن أن تعطل شبكات الكهرباء والاتصالات بالكامل في مساحة قطرها 50 كيلومترًا، ما يجعلها سلاحًا استراتيجياً قادراً على شل الأنظمة الدفاعية لأي دولة تتعرض له.

وقد وردت أنباء عن تسليم خمس قنابل كهرومغناطيسية إلى ميليشيا “حزب الله” اللبنانية ، تُعد ضمن المفاجآت الاستراتيجية المؤجلة في حال نشوب الحرب.

خيانة استخباراتية و”طعنة من الحليف الروسي”

التحركات الإيرانية الأخيرة جاءت كرد فعل على ما وصفه مسؤولون إيرانيون بـ”الخذلان الكامل” من الحلفاء ، وعلى رأسهم روسيا. فقد فجّر محمد صدر ، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ، مفاجأة من العيار الثقيل عندما أعلن أن موسكو سلّمت إسرائيل معلومات استخباراتية دقيقة عن مواقع الدفاعات الجوية الإيرانية، وهو ما يُعتقد أنه ساهم في توجيه ضربات دقيقة خلال الحرب الأخيرة.

وأضاف صدر أن روسيا رفضت تزويد إيران بأنظمة دفاعية متقدمة مثل منظومة “S-400″، في حين منحتها لتركيا ، كما لا تزال تماطل في تسليم طائرات “سوخوي-35” لطهران.

التعاون العسكري مع الصين لتعويض الغدر الروسي

ردًا على تراجع الدعم الروسي ، لجأت إيران إلى الصين ، التي يُقال إنها زودت طهران بطائرات “J-10C” الحديثة ، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي متطورة ، كانت قد أثبتت فعاليتها في النزاع الهندي الباكستاني الأخير.

أكبر فضيحة أمنية : اختراق إسرائيلي داخل جسد القادة

من أخطر ما كشفه التقرير الإيراني ، هو حجم الاختراق الإسرائيلي للأجهزة الأمنية الإيرانية. فقد تبين أن بعض الشخصيات الدينية والعسكرية كانت على اتصال مباشر بالموساد ، وتم تمويلهم سرا، في حين تم زرع أجهزة تجسس متطورة في ساعات وأقلام وهواتف تم تقديمها كـ”هدايا” للقادة الإيرانيين.

لكن الكارثة الحقيقية ، حسب المصادر ، تمثلت في اكتشاف أن بعض أجهزة التتبع كانت مزروعة داخل كبسولات دوائية تم تناولها من قبل قادة عسكريين بارزين، من بينهم العميد “حاجي زادة”، الذي تم اغتياله باستخدام إحداثيات حصلت عليها إسرائيل عبر هذا النوع من التتبع.

خلاصة المشهد : المنطقة على فوهة بركان

التحركات الإيرانية الحالية ليست مجرد استعراض للقوة ، بل هي استعداد فعلي لمعركة شاملة ، ترى فيها طهران أنها فقدت حلفاءها، وتعرضت لاختراق أمني كارثي ، ولم يعد أمامها سوى خيار المواجهة.

المشهد ينبئ بتصعيد خطير قد تتجاوز تبعاته الحدود الإيرانية، ليطال المنطقة بأكملها. وعلى الرغم من أن القرار الرسمي بالحرب لم يُتخذ بعد ، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن العد التنازلي قد بدأ بالفعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!