✍️ يوحنا عزمي
يخطىء من يتصور أن الاختيار المطروح على شعب غزة هو بين النزوح من غزة أو البقاء بها .
فالاختيار الحقيقى المطروح عليهم هو التهجير الذى ستتبعه إبادة منظمة حتى فنائهم واختفاء قضيه فلسطين واسمها مع مقتل اخر فلسطينى . وبين الصمود والبقاء والحياه والصراع من اجل إستعادة وطنهم .
فاتصور ان المخطط هو تفريغ غزة من شعبها ونقلهم إلى اى مكان بعيداً عن فلسطين ثم ابادتهم جميعا باسلوب ممنهج وببطء فلن تغامر الصهيونيه وإسرائيل بتركهم أحياء حتى لا يخرج منهم جيل يعيد إشعال الحرب ضد اسرائيل واستهداف كل الشركات والمصالح الإسرائيلية فى العالم والعودة إلى خطف الطائرات الإسرائيلية وتفجير المصالح الأمريكية وهو اسلوب المقاومه الذى دمرته عصابه حماس وقضت عليه رغم أنه أجبر إسرائيل
على التوجه لاوسلوا والاعتراف بمنظمة التحرير وقبول إنشاء سلطة فلسطينيه تسيطر على غزة والضفة وانشاء مطار وميناء فى غزة تمهيدا لإنشاء دوله فلسطينية.
لن تغامر الصهيونية وإسرائيل ببقاء نسل فلسطينى يطالب بحق العودة والحق التاريخى ويعيد انشاء دوله فلسطين مكررا ما فعلته الصهيونيه بانشائها دوله إسرائيل بعد سقوط دولتها القديمة منذ آلاف السنين .
لهذا أتصور ان المخطط الصهيونى الإسرائيلى الأمريكى يتضمن ترحيل شعب غزة وابادته بعد ذلك لانهاء قضيه فلسطين للابد .
ومصر تدرك ذلك ولهذا تكافح بكل قوتها لدعم صمودهم على أرضهم ومنع ترحيلهم بعيدا عنها .
المخطط كان ان يتم اجبارهم على النزوح إلى مصر ثم يقوم خرفان حماس من بينهم باطلاق عدة صواريخ من مكانهم فى سيناء على إسرائيل لترد إسرائيل بقصفهم فى سيناء وبذلك تعيش مصر أجواء الحرب وتهرب كل الإستثمارات الأجنبية من مصر ويتم إجهاض النهضة المصريه قبل أن تكتمل وتضغط إسرائيل وأمريكا على مصر لإخلاء شريط من سيناء لضمان أمن إسرائيل وبتكرار ذلك يتم تفريغ كل سيناء لتعيد إسرائيل الاستيلاء عليها.
وقد افشلت مصر ذلك المخطط برفضها الحاسم لنزوح شعب غزة إلى مصر . وبفضل الله فرضت مصر إرادتها وفرضت عودة شعب غزة إلى وسط وشمال غزة .
وأثارت صورة آلاف الفلسطينيين العائدين إلى وسط وشمال غزة سيراً على الأقدام أثارت تلك الصورة جنون الصهيونيه وإسرائيل وامريكا فهى اكبر دليل على إنتصار مصر ونجاحها فى إفشال المؤامرة .
وجاء الكابوى الأمريكى ترامب متصورا أن قناع الجنون المتهور السافل الذى يرتديه سيخيف مصر مثلما اخاف المشرق العربى واصاب حكامه وشعوبه بالرعب والفزع .
فأخذ يتحدث بمنتهى الحمق مطالبا بقبول مصر والأردن نزوح ابناء غزة وجاء الرد الحاسم الشديد اللهجة للخارجية المصريه ليعلن موقف مصر الثابت . رفض تهجير ابناء فلسطين من غزة .
وان الحل الوحيد لمشكله الشرق الأوسط هو قيام دوله فلسطينيه حرة مستقله ذات سيادة فى الضفة وغزة على حدود أربعه يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقيه.
وفى صفعه قويه على وجه الغرور الأمريكى الأحمق تجاهل بيان الخارجية المصريه الرئيس ترامب وكلماته تماما .
وفى خطوة للتصعيد أعاد ترامب كلماته فى صورة أمر وصور له جهله وغباؤه وغروره أن مصر مثل المشرق العربى ستصاب بالخوف. ولم ينتبه أن مصر تعلم حقيقة الموقف فمن يمتلك القدرة على الفعل لا يتكلم كثيرا ولكنه يفعل .
فامريكا فى أضعف حالاتها دولة مفلسه تماما لدرجة عجزها عن سداد ديونها . ولدرجه أن رئيسها أستخدم اسلوب البلطجه لابتزاز دول المشرق العربى التى لو علمت حقيقة الموقف ورفضت الخنوع ورفضت دفع الجزية لأمريكا لانهارت أمريكا بصورة اسرع مما هو متوقع .
ولكانت أمريكا عرضه للتفكك بصورة تعيد سيناريو سقوط وانهيار الإتحاد السوفيتى السابق . ولكن خنوع المشرق العربى أعطى قبله الحياه للغرور الأمريكى الأحمق.
ومصر تعلم أن أمريكا تم استنزافها عسكريا فى أوكرانيا وغزة .
فحجم الدمار فى غزة أتصور إنه يعنى إستهلاك كل مخزون أمريكا من القنابل والصواريخ وكل أنواع الذخيرة ومع حجم ما أرسلته أمريكا من قنابل وصواريخ وذخيرة إلى أوكرانيا فهذا يعنى أنه تم تفريغ مخازن الجيش الأمريكى .
والدوله الأمريكية مفلسه بصورة تجعلها عاجزة عن دفع أموال لشركات صناعه القنابل والصواريخ والذخيرة لتعيد إنتاج ما تملأ به مخازن الجيش الأمريكى .
فامريكا عسكريا واقتصاديا لا تمتلك ما تهدد به مصر والأردن. وإسرائيل وضعها اسوأ من أمريكا عسكريا واقتصادياً .
فلو اشتعلت حرب فإن الجيش الإسرائيلى استهلك تماما فى غزة بينما الجيش المصرى بفضل الله فى كامل جاهزيته .
ولهذا فكرة الضغط على مصر بالتهديد بالحرب مستبعدة تماما. وفكرة الضغط على مصر بالإقتصاد ايضا مستبعدة تماما.
فقد أهدرت أمريكا مليارات كثيرة لتركيع مصر إقتصاديا ، مليارات اهدرت لتدمير قيمه الجنيه المصرى ( كانوا يشترون الدولار باضعاف سعره ويتحملون الخسارة لخفض قيمة الجنيه ) ورغم ذلك لم تركع مصر .
واستخدموا كل الطرق لضرب السياحه وقناة السويس ورغم الخسائر الكبيرة لم تركع مصر . فقد تحمل المصريين بقوة وصمدوا مع دولتهم .
ولم يعد بيد أمريكا ما تهدره للضغط على مصر إقتصاديا .
الورقه الوحيدة المتبقيه بيد أمريكا للضغط على مصر هى استثمارات المشرق العربى فى مصر ، واتصور ان أمريكا ستنفذها حيث بالضغط يحتمل أن تقوم دول المشرق العربى بتجميد أو سحب استثماراتها او بعضها من مصر ولكن المشرق العربى فى وضع كارثى فاستثمارتهم فى أمريكا سرقتها أمريكا وأوروبا تمر بأزمات كارثيه فالمكان الوحيد الذي يضمن لهم أمن فلوسهم هو مصر .
وهم يحققون أرباح كبيره جدا باستثمارهم فى مصر .
والحمد لله هناك دول أخرى كثيرة فى العالم تتمنى أن تحل محلهم .
واتصور انها تنتظر الفرصه ، فاستثمارات المشرق العربى اغلبها فى مجال العقارات وكلها مناطق مميزه جدا مثل رأس الحكمة اى دوله تتمنى أن تحل محل الإمارات فى استكمالها .
فحتى ورقه الضغط هذه لن تحقق لترامب حجم الضغط الذى يمكن أن يجبر مصر على تغيير موقفها.
همسه للرئيس ترامب .. فخامة الرئيس عقيدتنا أنكم لا تمتلكون إلا أسلحة تقتل والموت قادم بكم وبدونكم . فأتمنى ان تلتقط يد مصر الممدودة بغصن الزيتون لأن يدها الأخرى بها قوتها الباطشة
فخامة الرئيس مصالح كثيرة مشتركة يمكن أن تنمو وتزدهر بالسير فى طريق السلام بعيدا عن غرور القوة الأحمق الذى يمكن ان يشعل النار وعليك أن تثق انها ستحرق الجميع إذا اشتعلت ولن ينجو احد .
فخامة الرئيس .. تذكر عقيدتنا انكم لا تمتلكون إلا أسلحة تقتل والموت قادم بكم وبدونكم .
على صفحتك الشخصيه وعلى كل صفحات السوشيال ميديا وعلى أرض رفح اليوم ارسل الشعب المصرى لكم رساله أن رفض تصفيه قضيه فلسطين ليس موقف وقرار الرئيس السيسى وحده ولكنه إرادة الشعب المصرى باغلبيته فأتمنى ان تنتبه .
فرض على كل المصريين الشرفاء ان نعبر بكلماتنا ومواقفنا على صفحات الإنترنت عن دعمنا لكل مواقف وقرارات الرئيس السيسى ليعلم العالم بأكمله أن السيسى هو إرادة الشعب المصرى
فرض علينا ان نتصدى لكل الخونه والعملاء الذين يبذلون كل جهدهم لصنع فتنه بين الشعب والدوله.
فرض علينا جميعا أن نتصدى لكل الخونه والعملاء الذين يبذلون كل جهدهم لنشر اليأس والإحباط والإحساس بالدونية .
فرض علينا ان نحارب الإشاعات الكاذبه وألا نصدق اى خبر ونشارك فى نشره إلا إذا كان هناك بيان رسمى به .