✍️ يوحنا عزمي
سؤال يدور فى ذهن معظم الناس من سنين طويلة لكن إجابته مش واضحة ولا احد يملك الإجابة الحاسمة غير المسئولين فى الأمن القومى فى مصر .
لكن هناك مؤشرات كتيرة ظهرت من وقت حرب أكتوبر 1973 تؤكد أن مصر لديها الكثير من أدوات ووسائل الردع ضد العدو ومن يقف ورائه وما هو معلن ومعروف من قدرات لا يمثل شئ بجانب الخفى غير المعلن عنه .
إسرائيل تمتلك ما يزيد عن 230 رأس نووى موزعه على صواريخ اريحا الإستراتيجية وغواصات دولفين ومقاتلات F15 وهى الأسلحة التى لها قدرة على حمل رؤوس نووية لديها بجانب أنها تمتلك أسلحة نووية تكتيكية.
وجود الأسلحة النووية في إسرائيل مش جديد لأنها امتلكت النووى سنة 1969 بعد تشغيل مفاعل ديمونة وخاضت حرب أكتوبر وهى تملك 13 رأس نووى على الأقل حسب تقدير الخبراء .
إسرائيل خسرت فى حرب أكتوبر 73 بهزيمة كاسحة وهى دولة نووية والسؤال ليه إسرائيل لم تستخدم السلاح النووى الموجود عندها ضد مصر ؟
الخبراء قالوا أن مصر وقتها كانت تمتلك وسائل ردع خاصة هدد الرئيس السادات باستعمالها لو أقدمت إسرائيل على استعمال النووي أو تم استهداف العمق المصري كما كانت تخطط لإنقاذ نفسها من الهزيمة وكان هناك تفكير فعلا لدى قيادات إسرائيل باستخدام النووى لضرب مناطق فى مصر .
كانت كلمة الرئيس السادات الشهيرة أثناء الحرب كاشفة لقوة الرد المصرى إذا استخدمت إسرائيل أسلحتها فى ضرب العمق المصرى عندما قال ( إن صواريخنا المصرية موجودة الآن على قواعدها مستعدة للانطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق فى إسرائيل وعليهم أن يتذكروا دائما ما أقوله لهم العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق )
معنى الكلام ده أن مصر محققه الردع مع إسرائيل من السبعينات مع الأخذ فى الحسبان إن إسرائيل تعانى من نقاط ضعف قاتلة أهمها غياب العمق الحيوى لدرجة أن الخبراء بيقولوا عليها أنها دولة القنبلة الواحدة يعنى أقل ضربة صاروخية حقيقة مش لعب الأطفال اللى بيحصل من المنظمات والحركات هتأثر عليها بشكل يمكن أن يقطم ضهرها .
فى حوار للرئيس السابق مبارك مع صحفى إسرائيلى سأل الرئيس مبارك ماذا ستفعل مصر إذا وجهت إسرائيل ضربة جوية كبيرة للمدن والمواقع داخل مصر ؟
وكان رد مبارك هادئ وواثق جدا وقاله خليهم يعملوها ولما طياراتكم ترجع مش هتلاقى مطارات تنزل فيها .
فى حديث للرئيس السيسى مع قناة الحدث فى 2014 رد على سؤال للقناة عن برنامج إيران النووي قال إن من حقها تأمن مصالحها وأحنا كمان من حقنا نأمن مصالحنا .. ولدينا ما يؤمن مصالحنا .. والتوازن قائم وموجود .. وأكثر من توازن .
معنى الكلام ده ومن كلام رؤساء مصر ، أن مصر عندها قوة ردع غير معلنه تحقق التوازن … وأكتر من التوازن كمان ..وماخفى كان أعظم لأن مصر بتعتمد فى أسلحة الردع الخاصة بها على مبدأ الغموض الإستراتيجي والمبدأ ده يعتبر أقوى من امتلاك الأسلحة نفسها حتى مع وجودها ومعرفة العدو بها لكن يبقى الغموض حول قرار استخدامها من القيادة فى مصر .
إسرائيل كيان لا يردعه إلا القوة والقوة المفرطة فقط ، أما غير ذلك فهى تعتبر نفسها فوق كل القوانين الدولية والإنسانية وبنشوف ده كل يوم على أرض الواقع .
لو كانت إسرائيل تعلم أنها يمكن أن تنتصر على مصر ولو بنسبة 30% لكانت فى ظل قيادة المتطرفين المجرمين الحالية وحالة النشوة بعد القضاء على حماس وحزب الله وإسقاط الدولة السورية ونزع مخالب إيران فعلتها واشتبكت مع مصر ولكنها تعلم علم اليقين أنها إن بدأت سيتم نسفها نسفا وخلال ساعات فقط .
هذا اليقين يعلمه كل من يقف وراء إسرائيل وأولهم أمريكا وبريطانيا وحتى لو دخلوا إلى جانب إسرائيل فى مواجهة مباشرة مع مصر فالخسائر عندهم ستكون هائلة وليس فى مصر فقط ولكن عندهم ايضا ولن يتحملوها سواء على المستوى العسكرى أو الاقتصادي أو الإستراتيجي وأكبر خسارة لهم ستكون محو الكيان المدلل من على وجه الارض .
عشان محدش يخاف أو يهتز من أى تهديد أو تقارير مسربة عن أسلحة العدو ، إحنا أقوياء بشكل مرعب لاعدائنا كلهم طالما كنا متحدين مع قيادتنا وجيشنا واجهزتنا.