✍️ يوحنا عزمي
ليه مصر الوحيده اللي الإسرائيليين بيطالبوا بضربها بالنووي ؟
لأن مصر الدولة الوحيدة اللي القوه التقليديه الاسرائيليه مش فعاله معاها ، والقوة الوحيده اللي في المنطقه بتقدر تكلف إسرائيل الغالي في إطار حرب واسعه على مسرح استراتيجي كبير لفتره طويله ، والقوه الوحيده اللي تقدر تصيب الداخل الإسرائيلي بفاعليه شديدة وتكلفه باهظة ، مش بس منشآت ولا أرواح بل وتهديد بنية إقتصادية وأساسية بالكامل ، بدايه من شبكات المياة والكهرباء والنقل والمواني لغاية الأحياء الماليه والصناعية علي كامل الإقليم.
بالتالي الدخول في حرب معها مش مُجدي ونتيجته عكس النتيجة مع الجميع مش محسوم ، وهنا علي فكرة علشان نقلل الخسائر وننهي بيه الصراع بتكلفه أقل ك إسرائيليين يبقي مافيش قدامنا غير الضربات النووية المكثفه اللي هتؤدي إلى ردع تام للقوات المصريه زي ما أمريكا عملت مع اليابان في الحرب العالميه الثانيه ، يُنهي وجود الدوله المصريه أصلا فضلاً على أنه يُنهي قدرتها تماما على الرد .
ده تصور الإسرائيليين وهو تصور واهم تماماً لعده أسباب :
ـ صعوبه إيصال القنابل النوويه إلى الداخل المصري بسبب قدرات الدفاع الجوي والقوات الجويه المصرية الأقوى في الإقليم.
أولاً : في وسيلتين لإيصال القنابل دي للداخل المصري أما بالصواريخ او الطائرات وهنا القوات المقابله ليهم من القوات المصرية سوف تتصدى ليهم. وأنه من المستحيل عودة الطائرات دي لقواعدها أصلا مش بس استهداف مصر ولو وصلت هتفقد اكثر من 80 طياره كامله وده هيصيب دوله الإحتلال غير قادره على الدفاع عن نفسها ضد اي هجوم سواء من مصر او اي حد تاني في المنطقه زي إيران او ضربه انتقاميه من اي قوات تانيه بخلاف الدفاع الجوي المصري.
وجود رادارات ما وراء الأفق ريزونانس الروسي واللي أساساً كاشف الإقليم كله واللي بيرصد اي تهديد جاي عليك من قبل ما يدخل حدودك وبينبهك للتعامل معاه وهو خارج أرضك أساساً.
ثانياً : الاقليم المصري واسع بشده والقوات المصرية منتشره عليه بالكامل وبالتالي إنتهاء قدرة القوات المصريه على الرد مستحيل لأنه يستحيل استهدافه بالكامل على كل الإقليم المصري، وبالتالي حتى لو ضربت الوادي او الدلتا ما زال في قوات مصريه في البحر الأحمر والمتوسط وسيناء وباقي مناطق الإقليم المصري اللي مش هيبقى عندها حاجه أصلا تبكي عليها وهتوجه هي كمان ضربات انتقامية بكل ما أوتيت من قوه لإسرائيل
وبالتالي التكلفه هتكون رهيبه لأنه عكس مصر، الإقليم الإسرائيلي ضيق للغايه ما عندهمش عمق جغرافي ومناطق تركز القوات الإسرائيلية عليه محدود وبيسهل استهدافها. لأن توازن القوة والرد متحقق بالفعل.
ثالثا : إرتفاع التكلفه السياسيه المرتبطه على إستخدام السلاح النووي في العالم. تخيلوا حضراتكم كده روسيا تاني اكبر قوه نوويه علي الكوكب وثاني اكبر قوه عسكريه عليه بتفقد جزء من إقليمها مسيطره عليه القوات الاوكرانيه اللي هو إقليم كورسك ، ما تقدرش تستخدم السلاح النووي ضد القوات دي ولا حتى مناطق القياده والسيطره بتاعتها ولا حتى قنبله نوويه صغيره كده تعمل تاثير نفسي اكثر من تأثير تدميري بيسموها القنابل النوويه التكتيكيه.
مش بس كده روسيا بتحارب بقى لها اكثر من سنتين وماعدش عندها مقاتلين كفايه راحت تستورد مقاتلين من كوريا الشماليه عشان تستمر في الحرب كل ده أرخص واسهل عليها من أنها تنهي الحرب او تشل اوكرانيا عن طريق استهداف العاصمة كييف باستخدام قنبله نوويه صغيره لأن تكلفه استخدام القنبله النوويه قبل ما يتعرض كيان الدوله نفسه للتهديد بالفناء غير مقبول من العالم .. الوضع الإسرائيلي لا يسمح إطلاقا باستخدام قنابل نوويه ضد مصر.
رابعا : توازن القوة والردع موجود ، مصر واحده من الدول اللي دايما يتم ذكرها في المناقشات عن إنتشار وامتلاك الأسلحه الكيميائيه.
وهنا تعالوا أخد حضراتكم فيما يُعتقد أنها معلومات معروفه لدي الغرب ان اسلحه الدمار الشامل المصريه الحديث عن إستخدام مصر المباشر للاسلحه الكيميائيه بيرجع للخمسينات بشكل عام.
مصر بُيعتقد أنها ورثت مخزون من غاز الخردل وكمان غاز الفوسوجين اللي كانت القوات البريطانيه سابتها وقت انسحابها من مصر سنه 1954.
معروف ان القوات البريطانيه استخدمت الأسلحه الكيميائيه في معركه غزه الثانية سنه 1917 وكمان احتفظت بمخزون كبيره في مصر منذ الحرب العالميه الثانيه.
في سنة 1983 قالت المخابرات الأمريكية المركزية ان مصر اخدت تدريبات على الأسلحه الكيميائيه واتأثرت بالأفكار السوفيتية العسكرية ، وكمان استلمت معدات متعلقه بالموضوع.
أيضا ذُكر ان الإتحاد السوفيتي زود مصر بعوامل وزخائر كيميائيه جديدة في أوائل ومنتصف الستينيات لكن ما فيش ادله مفتوحه المصدر بتأكد ان الإتحاد السوفيتي سلم مصر معدات هجوميه او مواد كيميائيه قتاليه ولكن في معلومات كتير بتأكد ان مصر حصلت على مساعدات دفاعيه كثيرة من دول مختلفه منهم الإتحاد السوفيتي وكوريا الشماليه.
في إدعاءات عديدة عند الغرب بتقول ان الجيش المصري استخدم قنابل وقذائف مدفعيه مليانه بغازات الفوسجين والخردل في شمال اليمن في الحرب الأهلية هناك.
ومن أواخر الستينات ومصر اتهمت بتوسيع قدرتها في إستخدام الأسلحة الكيميائيه عشان تشمل عوامل الأعصاب والدم.
كمان أتهمت مصر بتهمه توريد اسلحه كيميائيه هجوميه لسوريا في أوائل السبعينيات ، ومع ان الرئيس انور السادات في السبعينيات كان بيتكلم عن الرد بالمثل في اي هجوم إلا ان مصر عمرها ما أعلنت علناً ان عندها استراتيجيه هجوميه او دفاعيه واضحه بخصوص الاسلحه الكيميائية والبيولوجيه .
وفي سنة 1990 مصر وإيران شاركوا في تجارب وطنيه للتحقق قبل دخول في اتفاقيه حظر الأسلحة الكيميائيه سي دبليو سي حيز التنفيذ .
وعلى الرغم من مشاركه مصر في الأنشطه دي ولكن مصر في الاخر رفضت التوقيع ، سنة 1993 مصر قررت رفضها الإنضمام للاتفاقيه وقالت انها مش هتمضي عليها إلا لما إسرائيل تنضم لمعاهده حظر الأسلحة النوويه .
اللي فات ده كله بعد ما حضرتك سمعته لازم يكون في حاجه لفتت نظرك وهي وسيله إيصال السلاح الكيماوي لو موجود عندنا يعني وهي المدفعيه ، تخيل كتيبتين مدفعيه بيرموا قنابل كيميائيه على الإقليم الإسرائيلي إيه اللي ممكن يوقفهم في ظل الإقليم الصغير والمسافه القريبه ؟
هسيب ده لخيال حضراتكم وخيال اللي بيتابعونا منهم واصحاب خيالات الدعوات السخيفه .
حفظ مصر من كل سوء وجعلها كما تستحق أمه عظمية بينكم .
