مقالات

هل يحضر الجولاني القمة العربية في القاهرة ؟

✍️ يوحنا عزمي 

مبدئياً فيما يتعلق بالموقف الجديد في سوريا ، أحب ان ابدأ كلامي دائماً بأن هذا رأى شخصي يحتمل الصواب او الخطأ ، ويمكن ان يكون خاطئاً بنسبة 100 % او حتى ما يزيد ، وان المعطيات أمامي ناقصة وليست كما هي كاملة أمام صانع القرار المصري ، وأننا لسنا شركاء في الحكم حتى أجد من ينظر على القيادة الوطنية بما يجب وما لا يجب في قضية حساسة تتعلق بالعلاقات الخارجية والشأن الدولي مثل العلاقة مع سوريا.

تتذكرون أنه عكس كل العنتريات التي ساقها البعض حول عدم التعامل مع الحكومة الجديدة في دمشق ، كان رأيي أنه الأحداث سوف تفرض هذا التعاون ، فلا يمكن لمصر ان تتجاهل سوريا ، وقدمت في مقال سابق اسباب ومفردات حتمية هذا الإتصال ، وحدث.

تقديري ان سوريا الجولاني واحدة من أهم الجهات المرشحة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ، ومع موقف مصر العلني ـ وغير العلني المعروف بالنسبة لأى مصري وطني سوي – الرافض لفكرة تهجير الفلسطينيين ليس لمصر فحسب ولكن لأى مكان في العالم ، فأن مصر على ضوء الحملة الدبلوماسية الإقليمية والدولية التي تقوم بها لرفض التهجير بحاجة إلى التواصل الرسمي مع كل الجهات المرشحة لاستقبال الفلسطيين وحصد رفض رسمي واضح صريح في هذا الملف.

وبالتالي القاهرة لن يمكنها ان تتصدي للتهجير الفلسطيني إلى سوريا دون الإتصال بحكام سوريا أيا كانت هويتهم ، تلك العنتريات يمكن ان يكتبها متفخد عبر وسائل التواصل الإجتماعي حتى يعيش لقطة “شجيع السيما” على قفا اولتراسات فيس بوك ، هذه العنتريات في ميزان البلاغة سوف تكسب ولكن في ميزان الحقيقة والواقع ليس لها أي وزن يذكر في عالم الواقع والمصالح المشتركة لا يمكن ان تحث حكومة دمشق على رفض التهجير إلا بالاتصال معها بل وربما تقديم مقابل ايضاً.

ولعل هذا المعني هو الذى جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يكتب التهنئة التي قدمها للرئيس السوري المؤقت عشية بدء حملة إقليمية وعربية ـ عربية بقيادة مصر للتصدي لمخططات التهجير ، أدركت القاهرة وقتذاك ان هنالك لعبة النفس الطويل وعض الأصابع بطول الإقليم ، وأننا بحاجة إلى اصطفاف عربي واقليمي وتصفير وتصفية الأزمات والخلافات الإقليمية من اجل غلق أي ثغرات أمام العدو.

وبالتالي .. مجيء الحكومة السورية المؤقتة إلى قمة القاهرة العاجلة ، شريطة ان توقع مع كافة الدول العربية على البيان الختامي المرتقب للقمة والذى سوف يرفض التهجير ويطالب بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وعدم إسقاط حل الدولتين وحق العودة .. هو معادلة عادلة تربح منها القاهرة الكثير في مضمار صناعة درع عربي واقليمي أمام محاولات التهجير الأمريكية.

ختاماً .. صانع القرار المصري هو الوحيد الذى يمتلك الرؤية الكاملة. قد يكون في كلامي بعضاً من المنطق وقد يكون هو الهراء بعينه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!