مقالات

يوحنا عزمي : تحالفات ورق في زمن الذئاب .. من يحمي إيران؟

“بوتين لن يموت من أجل إيران

هذه ليست موسكو السوفيتية”

ليس أشد خطراً على إيران اليوم من رهانها على شريك لا يحارب إلا بلسانه ، ولا يقاتل إلا بمفردات الدبلوماسية الباردة. نعم ، هناك معاهدة شراكة أمنية استراتيجية بين موسكو وطهران ، موثقة وموقعة ومصادق عليها في البرلمان الروسي ، لكن الواقع يقول : كل ذلك لا يساوي الحبر الذي كُتب به عندما تدق طبول الحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران.

روسيا اليوم ليست روسيا الأمس. هذا ليس زمن الإتحاد السوفيتي الذي كان ينزل بثقله العسكري والنووي والسياسي في أي ساحة مواجهة عالمية. نحن في زمن بوتين ، زمن الصفقة لا العقيدة ، زمن الحساب لا الحماية ، زمن من يدفع أكثر.

لو كانت موسكو جادة في نُصرة طهران ، لما اكتفت بالنصائح والبيانات المكرورة عن ضبط النفس واحترام القانون الدولي. كان الأجدر بها أن تلوح للولايات المتحدة وإسرائيل بإنذارات صريحة ، وبعبارات لا تقبل التأويل : أي ضربة على إيران ستفجّر معاهدة الدفاع المشترك ، وسنرد فوراً. لكنها لم تفعل ، ولن تفعل.

روسيا تعرف أنها لو دخلت حرباً مع أمريكا وإسرائيل لأجل إيران ، ستدفع الثمن وحدها ، في اقتصادها ، وعلاقاتها، وربما على أرضها. وروسيا بوتين ليست جمعية خيرية ، ولا منظمة تضامن ثوري. إنها شركة استثمارية كبرى ، تتعامل مع العالم بعقلية الربح والخسارة.

إيران ستبقى وحدها في هذه الحرب المقبلة ، كما بقيت غزة وحدها أمام أعتى آلة حربية إسرائيلية. لا روسيا تدخلت لإنقاذ غزة ، ولا الصين رفعت إصبعها. العالم كله كان يتفرج ، ولا يزال يتفرج.

الرهان على موسكو رهان خاسر. والاعتماد على بكين سراب. ومن ينام على وسادة الحماية الروسية سيصحو يوماً على كابوس الهزيمة بلا سند ولا نصير.

هل تدرك طهران هذه الحقيقة وهي تذهب إلى سلطنة عمان لبحث فرص الحل والتسوية ؟ أم أن الأوهام ما زالت تأسرها؟

العالم تغير .. ولا عزاء للغافلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!