✍️دنيا سعيد
بقطرة دم واحدة، يمكن أن تتغير حياة شخص ما، هذا هو الإيمان الذي حفَّز الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة (EPSF) على إطلاق حملة “أنا مُتبرع مصري.. أنا مُتبرع دائم”، حيثُ نجحت الحملة في جمع 5285 كيس دم، مما ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى، وتوعية 205,523 شخص بأهمية التبرع الدائم، لتكون بذلك خُطوة نحو مُستقبل أكثر إشراقًا.
التبرع بالدم هو أكثر من مجرَّد إبرة وقطرات دم، إنَّه رسالة أمل، نبضة حياة، ووعد بمستقبل أفضل، وجاءت الحملة لتسليط الضوء على هذا الجانب الإنساني العظيم، وتقديم التوعية بأهمية التبرع المُنتظم، فالدقيقة الواحدة قد تكون فارقة بين الحياة والموت، وبإمكانك أن تكون سببًا في ابتسامة طفل، أو شفاء مريض، أو استمرار حياة شخص تُحبُّه.
لكن لماذا التبرع بالدم؟ ببساطة؛ لأن قطرة دم صغيرة منك يمكنها أن تُضيء حياة الآخرين، وتمنحك الفرصة لتكون بطلًا حقيقيًا، بدون عباءة أو أضواء، بل بعمل بسيط يحملُ أثرًا لا يُنسى.
التبرع بالدم ليس فقط لإنقاذ الآخرين، بل هو أيضًا هدية تُقدِّمها لنفسك؛ فهو يُعزِّز صحتك، يُنشِّط الدورة الدموية، ويُبقي قلبك نابضًا بالعطاء.
الحملة جاءت دعمًا لرؤية وزارة الصحة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة 2030، التي تسعى لرفع نسبة المُتبرعين إلى 3% من السكان المُؤهلين، هذه النسبة قد تبدو صغيرة، لكنها يمكن أن تُحدِث ثورة في نظام الرعاية الصحية، وتضمن الاكتفاء الذاتي من أكياس الدم في كل الظروف.
ما يميز هذه الحملة هو أسلوبها الجريء والمُبتكر، لم تكن مجرَّد دعوة للتبرع، بل كانت منصة للتواصل مع المُجتمع بطرق مليئة بالحيوية، من ورش العمل التفاعلية إلى المحادثات المُباشرة والفعاليات الميدانية، كان الهدف واضحًا وهو: نشر رسالة التبرع كفعل نبيل ومُستدام.
وفي كل مرَّة يُملأ فيها كيس دم، هُناك قصة جديدة تُكتب، قصة شاب قرَّر أن يكون جُزءًا من التغيير، أو أم دفعتها إنسانيتها للمُشاركة، أو طالب رأى في الحملة فرصة ليكون صانع أمل.
لم تكن الحملة مجرَّد حدث عابر، بل كانت بداية لحركة مُجتمعية واسعة، نجحت في زرع بذور التبرع في القلوب، وجعلته جُزءًا من قيمنا ومبادئنا، واليوم، نرى ثِمار هذا الجهد في تزايد أعداد المُتبرعين، وفي انتشار ثقافة العطاء والتكافل.
“أنا مُتبرع مصري.. أنا مُتبرع دائم”، ليست مجرَّد حملة، بل هي حركة إنسانية عميقة تدعوك لتكون جُزءًا من الحل، لتكون التغيير الذي تتمنى رؤيته في العالم، فهل ستنضم إلى هذه الرحلة!