مقالات

“لا حلول في الأفق” غزة بين الحرب والتهجير والدمار

✍️ يوحنا عزمي 

إلي من يسألون ما الحل لمشكلة الحرب في غزة بالأوضاع الكارثية التي تمخضت عنها ، وبالتعقيدات الرهيبة التي افرزتها وما تزال .. واجابتي هي أنه لا يوجد حل عندي ولا عند غيري ، كائنا من كان بعد ان دخلت هذه الحرب باطرافها في نفق مظلم تماما بوصولها إلي نقطة الحلول الصفرية التي لا مكان فيها لاي حلول وسط قائمة علي أساس من التنازلات المتبادلة .. وانما علي أساس كل شيء مقابل لا شيئ.

الموقف الآن وكما هو في الواقع ، هو تصميم التحالف الأمريكي الإسرائيلي علي اما تهجير سكان غزة منها قسر او طوعا او بالوسيلتين معا ، لاخلائها منهم تماما، واما تدمير غزة فوق رءوسهم ومواصلة حرب الإبادة الجماعية الشاملة عليهم بكافة صورها واسلحتها ، حتي النهاية مهما طالت او تكلفت حيث لم تعد المشكلة محصورة في إبادة حماس واجتثاثها من غزة ، وانما في اجتثاث شعب غزة كله منها .. اما بالقتل الجماعي العشوائي او بالتهجير والترحيل منها بأسرع ما يكون ، اي بالضرب والحديد ساخن .. وهو ما يرونه الحل النهائي والابدي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وإذا كان هناك من لا زالوا يرون ان هناك حلولا لأزمة هذه الحرب التي تبيد الفلسطينيين في غزة وتسحقهم سحقا وتوفر عليهم كل هذه الكوارث والاهوال والمصائب التي اغرقتهم حرب إسرائيل علي غزة فيها وحولت بها حياتهم إلي جحيم لا يطاق من العذاب والمعاناة ومن الرعب والهلع ونحن في النهاية بشر ولسنا كائنات تعيش مع نفسها في كوكب آخر ، فليتفضلوا ويدلونا عليه.

حل قابل للتنفيذ علي أرض الواقع يقبل به هذا الحلف الصهيوني الشيطاني الأمريكي الإسرائيلي الذي خطط لهذه الجريمة النكراء ضد الإنسانية ويمتلك كل أدوات تنفيذها وتحمل تبعاتها ، حل يبقي علي أهل غزة في ديارهم ، ويوقف دوران مقصلة الحرب الوحشية التي تحصد ارواحهم بلا رحمة ليل نهار، ويرفع هذا الحصار القاتل عنها وعنهم، ويسمح بدخول معدات إعادة الإعمار والبناء إلي غزة وفق الخطة العربية المعلنة ، وهي الخطة التي رفضتها أمريكا وإسرائيل بذريعة انها لا توفر الحل الواقعي المطلوب لمشكلة سكان القطاع وان الحل الأمثل والافضل لهم هو بتهجيرهم إلي دول ثالثة لتوطينهم فيها، دول تجري اتصالات معها بلا توقف لاقناعها باستقبالهم حال دخولهم اليها ..وهذا كله لا يعدو ان يكون من قبيل التدليس والخداع ، لأن الهدف الحقيقي والأهم هو تصفية القضية الفلسطينية بسد كل ابواب الحل في وجهها .. وهو ما يتصورون انهم بصدده الآن .. وان الوقت اصبح يعمل لصالحهم اكثر مما يعمل لصالح الطرف الآخر .. وان كل يوم يمر يعني اقترابهم اكثر من تحقيق ما خططوا له من أهداف.

هذه هي الصورة الحقيقية للموقف في غزة بلا اي رتوش او تزويق او مبالغات .. موقف لم تمر المنطقة العربية بما هو افظع او اكثر كارثية منه. وإذا كانت فلسطين اليوم ، فمن يدري من سوف يأتي عليه الدور غداً ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!