✍️ يوحنا عزمي
المعلن رسمياً من مكتب نتنياهو هو أن غيابه يعود إلى قرب موعد القمة من بداية عيد يهودي ، لذلك لم يستطع السفر أو المشاركة شخصيا. هذه هي الرسالة الرسمية التي نشرتها وكالات أنباء دولية.
كيف يؤثر هذا الغياب على مسار تطبيق إتفاق وقف النار – الهدنة والمبادرات الدولية ؟
فراغ قيادي إسرائيلي في طاولة التطبيق
القمة صُممت لدعم وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده (إعادة الأسرى، الإفراج عن معتقلين، ترتيبات أمنية وإعادة إعمار). غياب رئيس الوزراء يضعف قدرة القمة على ضمان التزامات تنفيذية مباشرة من أعلى سلطة تنفيذية إسرائيلية ، ما قد يبطئ الآليات أو يحول تنفيذ البنود إلى مفاوضات لاحقة عبر سفراء أو مسؤولين أقل رتبة.
تفويض واشنطن ومصر بأدوار أوسع
غياب إسرائيل يوفر فرصة لمصريين وأمريكيين لصياغة إطار تنفيذ تقني – دبلوماسي دون مفاوضة ثنائية علنية مع نتنياهو ، ما يعزز دور الرباعية أو الوسيطين (مصر وقطر – الولايات المتحدة) في إدارة المرحلة الانتقالية. لكن ذلك قد يولد أزمة شرعية إذا اعتبر الطرف الإسرائيلي أن قرارات القمة « تتجاوز صلاحياتها ».
مخاطر الفراغ الأمني والالتباس التنفيذي
مسائل حساسة مثل نزع سلاح حماس ، آليات وجود قوة دولية ، وحدود الانسحاب ، ستحتاج إلى موافقة إسرائيلية واضحة على الأرض – غياب القائد يجعل هذه النقطة قابلة للنقاش الطويل.
ردود الفعل الإقليمية والدولية المتوقعة
الولايات المتحدة ومصر: ستحاولان إبقاء زخم الدبلوماسية عبر التقديم الإعلامي بأن القمة نجحت في «جمع الزعماء» لدعم الهدنة ، مع الإشارة إلى أن إسرائيل شاركت رمزياً أو عبر ممثلين أو رسائل دعم إذا لم يكن حضور شخصي. هذا يظهره تغطي قادة القمة الذين حضروا وعبروا عن دعم وقف النار.
الفلسطينيون وحماس : القمة تُستخدم كمنصة لتثبيت مطالب إعادة الإعمار والضمانات الإنسانية ؛ غياب نتنياهو يمكن أن يُنظر إليه كفرصة لفرض شروط أكثر تركيزاً على احتياجات غزة ، أو كمظهر لعدم التزام إسرائيلي جدي – وفق الموقف السياسي لكل طرف.
الدول العربية – الإقليمية : بعض الدول ستقدر بقاء جدول الأعمال في المسار الدبلوماسي (دعم إعادة الإعمار ، المساعدات) ، بينما دول أخرى قد تستغل غياب نتنياهو لانتقاد إسرائيل علنًا أو للضغط على الولايات المتحدة لتقديم ضمانات للفلسطينيين.
الأبعاد الداخلية في إسرائيل والسياسة المحلية
صورة نتنياهو داخلياً : الإعتماد على السبب الديني – الاحتفالي كتبرير يوفر له غطاءً مقبولًا لدى قاعدته ، لكنه قد يُستخدم ضده من خصومه السياسيين إذا رآه الإعلام كتهرب من مواقف دولية حساسة أو من المواجهة السياسية على الساحة الدولية. التقارير الإسرائيلية تناولت القرار وبينت أن الدعوة كانت متأخرة أو تلقائية ما يفتح باب التساؤل عن إدارة الدعوات والجدولة الدبلوماسية.
مخاوف تحالفية : أي مظهر من مظاهر تراجع أمام ضغوط دولية أو الظهور بمظهر غير مشارك قد يؤثر على توازنات الائتلاف السياسي الداخلي، خصوصًا إذا رُبط الأمر بمطالب داخلية تتعلق بالأمن أو التنازلات.
الرسائل الإعلامية والرمزية
الصور السياسية مهمة : القمم تُسوق بصريًا – من يقف مع من ، ومن يتوسط اللقطات. غياب نتنياهو يمنع صورًا قد تُستخدم دولياً أو داخل إسرائيل لتسويق نصر دبلوماسي أو تنازلات ؛ وبالمقابل يمنع صورًا قد تُستعمل ضده داخلياً كـ استسلام. هذا جانب رمزي لا يستهان به.
سيناريوهات قادمة
إرسال ممثل رفيع المستوى بدلاً منه؟ – تحقق إن كانت إسرائيل أرسلت وزيرًا أو مسؤولًا أمنياً أو رسالة رسمية إلى القمة. هذا يوضح ما إذا كان القرار صرفًا عن الحضور الشخصي فقط أم رفضًا لمشاركة إسرائيلية كاملة.
تفاصيل الاتفاق التنفيذي بعد القمة – من سيحمل مسؤولية تنفيذ البنود الميدانية (قوات مراقبة ، إعادة إعمار ، قوائم أسماء أسرى او مفرج عنهم) إن تأخرت إسرائيل في المصادقة ، سيولد ذلك أزمة تطبيق.
ردود فعل الشارع والسياسة داخل إسرائيل
هل سيُستغل الغياب في هجوم سياسي أو دفاع حزبي؟
موقف ترامب ومصر بعد انتهاء القمة – هل سيصدران بياناً يدعو إسرائيل للانخراط الكامل؟ أم سيتقدمان بمبادرات بديلة لإجبار التنفيذ دون حضور إسرائيلي مباشر؟
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتذر عن المشاركة الشخصية في قمة شرم الشيخ لدعم وقف النار – بحسب مكتبه بسبب قرب موعد القمة من عيد يهودي – لكن غيابه يطرح أسئلة عملية وسياسية حول قدرة القمة على تحويل الاتفاق السياسي إلى إجراءات ميدانية قابلة للتنفيذ. بينما استغلت مصر والولايات المتحدة القمة لدفع آليات إعادة الإعمار وإنفاذ الهدنة ، سيبقى مصير القضايا الحساسة – نزع السلاح والتشكيلات الأمنية والانسحاب – معلقًا إلى أن تتلقى دوليًا وإسرائيليًا إشارات التزام أو موافقات رسمية. �