مقالات

حين تنفجر الحرب الباردة : صواريخ تفوق الصوت وأصابع على الزناد

✍️ يوحنا عزمي 

نحن نعيش اليوم لحظة من أكثر لحظات التاريخ جنونًا .. لحظة تتحرك فيها غواصات نووية بلا إنذار ، وتدخل صواريخ فرط صوتية الخدمة ، بينما يجلس نظام روسي قاتل يُعرف بـ”اليد الميتة” مترقباً ساعة الصفر

 الإنذار بدأ من ترامب :

في 28 يوليو، من اسكتلندا، وجه دونالد ترامب إنذارًا نهائيًا لبوتين: 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا، وإلا… عقوبات قاسية، لا على روسيا فقط ، بل على أي دولة تتعامل معها.

بالمعنى الصريح : “يا بوتين تبطل ، يا كل اللي حواليك يتحرقوا معاك.

الرد لم يأت من بوتين ، بل من ميدفيديف ، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ، الذي صعق العالم بتصريح :

 “نحن لسنا إيران ولا إسرائيل … نحن نشغل اليد الميتة”

 ما هي “اليد الميتة”؟

ليست زراً نوويًا … بل نظام انتقام آلي شامل

اسمه الرسمي “بيريميتر”، وُلد في الثمانينات ، ليضمن أن روسيا ترد نوويًا حتى لو ماتت قيادتها بالكامل.

كيف يعمل؟

يُفعل يدويًا عند التهديد الوجودي.

يراقب الزلازل ، الإشعاع ، الضغط الجوي ، وانقطاع الاتصالات.

إذا تأكد من وقوع ضربة نووية ولم تأتِ أوامر بشرية : يطلق صواريخ قيادة تُفعل كافة منصات الإطلاق تلقائيًا.

ببساطة : لو موسكو اختفت … نيويورك وواشنطن هيتبخروا خلال دقائق.

 أمريكا تدخل بغواصات الموت :

في 1 أغسطس، أعلن ترامب تحريك غواصتين نوويتين قرب روسيا.

رسالة واضحة : “جاهزين للضربة الأولى.”

كل غواصة من طراز “أوهايو” تحمل 24 صاروخًا باليستياً من نوع Trident II D 5، وكل صاروخ يحمل 8 رؤوس نووية.

يعني غواصة واحدة قادرة تمحو دولة بالكامل.

 بوتين يرد بصاروخ “أوريشنيك” الفرط صوتي :

بوتين أعلن دخول “أوريشنيك” الخدمة ، وهو صاروخ يفوق سرعة الصوت بـ10 أضعاف، قادر على تغيير مساره وتفادي كل الدفاعات.

والأخطر : سيتم نشره في بيلاروسيا … دقائق فقط تفصله عن برلين وباريس

 الهند … في المنتصف وتدفع الثمن :

بسبب عقوبات ترامب ، الهند خفضت شراء النفط الروسي (كان يمثل 40% من احتياجاتها)، وبدأت تستورد من الخليج وأمريكا.

لكن هذا التبديل أربك سوق الطاقة العالمي وأشعل تقلباته.

 الخليج : مستفيدون لكن خائفون

الخليج (السعودية ، الإمارات ، العراق) استفاد من الطلب الهندي، لكن ارتفاع الأسعار نحو 120 دولارًا للبرميل قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي … ويضربهم لاحقًا.

 مصر .. وسط العاصفة وتنزف بثلاث جبهات :

1. البترول : كل دولار زيادة = 4.5 مليار جنيه عبء على الموازنة.

2. الغاز : الإنتاج انخفض والاستهلاك ارتفع ، فاضطرت الحكومة للاستيراد بأسعار نارية.

3. قناة السويس: ضربات الحوثيين قللت المرور بنسبة 17%، ما قلص دخل العملة الصعبة.

 الخلاصة : ما نعيشه الآن ليس مجرد استعراض عضلات ، بل توازن رعب نووي حي.

بوتين : “حتى لو متنا … الصواريخ هتنتقم”

ترامب : “جاهز أضرب الأول”

العالم كله واقف على حافة الزر النووي.

أما نحن … ففي المنتصف … ندفع فاتورة زلزال لم نشارك في إشعاله ، فماذا لو انفجر البركان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!